لرضا بقضاء الله وقدره كنز لا يفني، لا يتمتع به إلا الإنسان
المسلم المؤمن المتوكل على الله سبحانه وتعالي في كل أمور
دينه ودنياه، خاصة أنه من الصفات الحميدة التي تطهر القلوب
وتغذي النفوس بحب الله سبحانة وتعالي.
نعمة الرضا لا ينعم الله بها إلا على عباده المؤمنين المتقين الذين
دائما يشكرون الله عز وجل في السراء والضراء وإذا طالتهم
مصيبة قالوا:
"إن لله وإن إليه راجعون".
الرضا يطهر القلوب ويبعد عن الانسان الكثير من الذنوب،
فالرضا مقام قلبي، إذا تحقق به المؤمن استطاع أن يَتلقَّى نوائب
الدهر وأنواع الكوارث بإيمان راسخ، ونفس مطمئنة، وقلب
ساكن، بل قد يترقى إلى أرفع من ذلك فيشعر بالسرور والفرحة
بمر القضاء، وذلك نتيجة ما تحقق به من المعرفة بالله تعالى،
والحبِّ الصادق له سبحانه.
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الراضي بقضاء الله هو
أغنى الناس لأنه أعظمهم سروراً واطمئناناً، وأبعدهم عن الهم
والحزن والسخط والضجر، إذ ليس الغنى بكثرة المال إنما هو
بغنى القلب بالإيمان والرضا، قال عليه الصلاة والسلام:
(وارض
بما قسم الله لك تكن أغنى الناس).
وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرضا سبب عظيم من
أسباب سعادة المؤمن الدنيوية والأخروية، كما أن السخط سبب
الشقاء في الدنيا والآخرة فمن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله
له، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى، ومن شقاوة
ابن آدم سخطه بما قضى الله تعالى له.
الرضا هو الشعور بالارتياح والسعادة والاطمئنان، لكن في
النهاية نحن بشر، وعندما تقع المحنة يصاب الإنسان بالحزن
والصدمة لكن الرضا يخفف من هول الصدمة ويدخل الراحة في
قلب المتعرض لها، والسخط عكس الرضا تماما، وللأسف فهو
موجود في كل انسان ويجب على الشخص البحث عن أسباب
السخط في نفسه وان يتفهم دوافع السخط ونتائجه لأن نتائجه
وخيمة.
الشعور بالرضا شيء جميل عند كل إنسان خاصة أن الدين
الإسلامي نصفه صبر والنصف الأخر شكر، وكل ما كانت الحياة
بسيطة نكون سعداء، خاصة أن تذوق طعم السعادة جوهر
الإنسانية، وعمل الخير هى إنعكاس لدرجة الرضا عند الإنسان.
ـــــــــــــــــــــ